الأول : أداء الحج والعمـــــــــرة ، وهو أفضل ما يعمل ، ويدل على فضله
عدة أحاديث منها قوله – صلى الله عليه وســــــــــــــــلم - : "
العــــــــمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا
الجـــــنة " وغيره من الأحاديث الصحيحة .
الثاني : صيام هذه الأيام ، أو ما تيسر منها ، وبالأخص يوم عرفة ، ولا شك
أن جنس الصيام من أفضل الأعمال ، وهو ما اصطفاه الله لنفسه كما في الحديث
القدسي " الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي "
وعن أبي سعـــــــيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صله
الله عليه وسلم – " ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ، إلا باعد الله بذلك
اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " متفق عليه. أي مسيرة سبعين عاــــما .
وروى مسلم رحمه الله ، عن أبي قتادة – رضي الله عنه – عن النبــــــي –صلى
الله عليه وسلم – قال : " صيام يوم عرفة ، احتسب على الله أن يكفر السنة
التي قبل! ه والتي بعده ".
الثالث : التكبير والذكر في هذه الأيام لقوله تعالى : " ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " سورة الحج آية 28.
وقد فســـــرت بأنها أيام العشر واستحب العلماء لذلك كثرة الذكر فيها ،
لحديث ابن عمر – رضي الله عنه – عند أحمد رحمه الله وفيه " فأكـــــــثروا
فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " وذكر البخاري رحمه الله ، عن
ابـــــــن عمر، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنهما كانا يخرجــان إلى
السوق في العشــــــر فيكبرون ويكبر الناس بتكــــــبيرهما ، وروى إسحاق
رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كـــــــانوا يقولون في
أيام العشر : الله أكبر الله أكبر الله أكـــــبر ، لا إله إلا الله ،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق، والدور ، والطرق ، والمساجد وغيرها
لقوله تعـــــــــــالى " ولتكبروا الله على ما هداكم " سورة البقرة آية
185! . ولا يج ــــــــوز التكبير الجماعي ، وهو الذي يجتمع فيه جماعة على
التلفظ بصوت واحد ، حيث لم ينقل ذلك عن السلف وإنما السنة أن يكبر كل
واحـــد بمفرده ، وهذا في جميع الأذكار والأدعية ،إلا أن يكون جاهلا
فلــــه أن يلقن من غيره حتى يتعلم . ويجوز الـــــــذكر بما تيسر من أنواع
التكبير والتحميد والتسبيح وسائر الأدعية المشروعة .
الرابع : كثرة الأعمال الصالحة من نوافل العبادات : كالصلاة والصدقة والجهاد والقراءة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الخامس : على المسلم الحرص على أداء صلاة العــــيد حيث تصلى وحضوره الخطبة
والاستفادة وعليه معرفة أن هذا العيد يوم شـــــكر وعمل بر
وشـــــــــــــكر وعمل فلا يجعله موسم معصية وتوسع في المحرمات : كالأغاني
والملاهي والمسكرات ونحوها ، مما يــــكون سببا لحبوط الأعمال الصالحة
التي عملها في أيام العشر .
السادس : طاعة الله تعالى وشكره ، ينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يستغل هذه
الأيام بطاعة الله وذكره وشكره ، والقيام بالواجبات والابتعاد عن المنهيات ،
واستغلال هذه المواسم والتعرض لنفحات الله ، ليحوز رضا مولاه .
مقتطف من منشورة "مواسم الخير متواترة " فضل عشر ذي الحجة
لسماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن جبرين
روى البــــــــخاري رحمة الله ، عن ابن عباس - رضي الله عنه – أن النبي –
صلى الله عليه وسلم – قال : " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله
من هذه الأيام " يعني : أيام العشر. ولا جهاد في سبيل الله ؟ قال : " ولا
الجهاد في سبيل الله ، إلا خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع من ذلك بشيء "
وروى الإمام أحمد رحمه الله عن ابن عمر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى
الله عليه وسلم – قال : " ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من
هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد " . وروى ابن
حبان رحمه الله في صحيحه ، عن جابر- رضي الله عنه – عن الـــنبي – صلى الله
عليه وسلم – قال : " أفضل الأيام يوم عرفة " .